كن ذا أثر: 15 فكرة لإنقاذ حياة إنسان

الحياة كل يوم في حال والوثوق بها يعد ضربًا من الجنون، قد تكون مستقرًا في حياتك اليوم تنعم في الرفاهية، وغدًا يتبدل حالك بشكل جذري ومرعب. لذا، أحببت أن ألفت نظرك في هذ المقال إلى أشخاصٍ هم مثلي ومثلك، هم أخواتنا في الإنسانية، لكن للأسف غالبًا ما يتم التعامل معهم بغطرسة وعنف وتعالي، هم بشر مثلنا عصفت بهم الحياة وألقت بهم على أطراف الشوارع، ليصبحوا فجأةً مشردين.

هذا المقال مجرد محاولة لإنعاش الإنسانية بداخلك، ولإخراجك من دائرة الأنا التي تدور فيها بلا توقف، محاولة للفت نظرك إلى أشخاصٍ بحاجة إلى المساعدة والعطف والرحمة، فهل سأنجح في محاولتي هذه؟

(1) شنطة طعام

ليس هناك أنبل من أن تُطعم شخص جائع، والجوع بالنسبة لمن يفقد المأوى ويسكن الشارع رفيق ثقيل الظل لا يفارقه أبدًا، عوّد نفسك كلما ذهبت إلى مكان أن يكون معك مال فائض يكفي ثمن ولو وجبة واحدة، اشتري هذه الوجبة واعطها لأول محتاج تقابله في طريقك، اجعلها عادة يومية لك، وليس شرطًا أن تكون وجبة باهظة الثمن، عند الجوع كل الطعام متساوي، قم بشراء الوجبة التي تناسب مقدرتك واعطها لمحتاج بابتسامة ولطف.

(2) ملابس جديدة

الملابس الرثة جزء من ملامح الشخص المحتاج، ولهذا غيّر هذه الصورة بأن تشتري له ملابس جيدة تحميه من البرد ومن الشارع ومن النظرة الدونية التي يرميه بها البعض، ببساطة شديدة هو إنسان مثلك وكما لا تقبل على نفسك الخروج إلاّ بأفضل مظهر، لا تقبل عليه العيش بملابس رثة يعشش فيها الفقر والمرض.

(3) علّمه القراءة والكتابة

إذا كنت لا تملك المال الكافي لشراء الملابس أو الطعام، فبإمكانك التبرع بالقليل من وقتك، ساعة واحدة يوميًا علّم فيها طفل من أطفال الشوارع القراءة والكتابة، أو حتى رجل كبير لا يهم، ربما قد تستغرب هذه الفكرة قليلًا، أو تعتبرها وسيلة ترفيه هو بحاجة لما هو أهم منها، لكن تخيل معي للحظة لو أنّك لا تعرف القراءة والكتابة كيف سيكون حالك؟ ستكون منقطع عن العالم بأكمله أليس كذلك؟ علّمه القراءة والكتابة لعلها تكون وسيلة لإخراجه من هذه الحالة المزرية.

(4) ابحث له عن وظيفة

لا أعني وظيفة بمرتب خيالي، ولكن ساعده في إيجاد مصدر دخل له بأي شكل، أيًا كانت هذه الوظيفة طالما أنّها تليق به كإنسان حتمًا سيقبل بها، وإذا لم تتمكن من إيجاد وظيفة أو عمل له، اخلق أنت الحاجة لهذه الوظيفة، بمعنى إذا كان لديك مشروع خاص أو شركة تديرها، قم بتوظيفه في عمل بسيط يتناسب مع قدراته، وانقذه من عالم الشارع الذي سيفتك بآدميته.

(5) علّمه مهنة أو حرفة تتقنها

لا تعطني سمكة بل علمني الصيد، جميعنا نحفظ هذه المقولة عن ظهر قلب، وهى صحيحة تمامًا قد تساعده اليوم بالمال وغدًا لا تقدر على مساعدته لأي سبب، لكن إذا علمته حرفة معينة أنت تتقنها تكون بهذه الطريقة ضمنت له مصدر دخل مستمر يعيش به إلى الأبد، ابحث عن المهارات التي تتقنها وساعد غيرك بها، لا تقلل منها أو تعتبرها عادية، صدقني غيرك يراها طوق نجاة.

(6) عامله بلطف وليس بغطرسة

أيًا كانت الطريقة التي ستساعده بها رجاءً لا تتعامل معه بفوقية وبأنّك صاحب فضل عليه، لا تشعره بأنّ حياته بدونك ستنتهي، توقف عن التصرف بحماقة وعامله بلطف ونضج، وتذكر أنّ الحياة كل يوم في حال، وقد يأتي يوم تكون في مكانه، وحينها لن تقبل بأن يعاملك أحد بهذه الطريقة مهما بلغت حاجتك إليه.

(7) تقرب منه

الدعم النفسي لا يقل أهمية عن الدعم المادي فقط ابتسامة قد تغير الكثير، فما بالك لو تتحدث معه بلطف، وتنصت له باهتمام وصدق حقيقي تقرب منه واهتم بمشاكله، واعتبر نفسك في مهمة إنسانية وهي بالفعل كذلك مهمة إنقاذ إنسان على وشك الضياع، ربما بكلمة منك وبمعاملة إنسانية راقية تحيل يومه إلى الأفضل، تمنحه الأمل في الحياة.

(8) غيّر الصورة السائدة

الصورة السائدة عن المشردين أنّهم في المجمل شر يمشي على قدمين، وهذا ليس حقيقي بالمرة، صحيح أنّ بعضًا منهم قد تحول لهذا الشخص، لكن اسأل نفسك ما الذي دفعه ليكون بهذه الصورة؟ هل مزاجه الشخصي ورغبته في إيذاء الآخرين؟ أم أنّ الحياة رمت به هنا وهناك؟ وحياة الشارع -التي لا تعرفها- هي التي دفعته لأن يكون بهذه الصورة الشريرة لحماية نفسه؟ هو ضحية بكل تأكيد مهما صدر منه، المطلوب منك هنا أن تغير الصورة السائدة في المجتمع عن المشردين وعن أطفال الشوارع، ومحاولة استمالة قلوبهم ومشاعرهم للمساعدة، من خلال حملة تقوم بها على فيسبوك، أو مدونة تنشر فيها مقالات حول هذا الموضوع أو أي طريقة تناسبك.

(9) تواصل مع الجهات الحكومية

من الطرق التي يمكنك مساعدتهم بها أيضًا أن تتواصل مع الجهات الحكومية في بلدك، وأيضًا مع دور الرعاية المناسبة؛ لحماية الأطفال وكبار السن وغيرهم من حياة الشارع، من خلال إرسالهم لدور الرعاية أو مساعدتهم ماديًا من قبل الحكومة، اختر الطريقة المناسبة والأكثر جدوى.

(10) وفر له المسكن

أعي جيدًا أنّ توفير مسكن أصبح من معضلات الحياة في أي مجتمع عربي، فأن توفر سكن لنفسك هو مشكلة بحد ذاتها، لكن هذه الفكرة لن تقوم بها وحدك، بل بمشاركة أصدقائك، هناك الكثير من السيدات والرجال كبار السن ملقون على أطراف الشوارع، اتفق مع أصدقائك بدفع مبلغ معين من المال كل شهر، وقم بجمع هذا المال من كافة أصدقائك وقوموا بدفعه كإيجار لمسكن لمحتاج، تقسيم مبلغ الإيجار عليكم سيكون أيسر بكثير من أن يقوم شخص واحد بدفعه، وبهذه الطريقة تكون أنقذت سيدة أو رجل مسن من حياة الشارع التي لا يحتملها أحد.

(11) وفر له الدفء

أبسط ما يمكنك فعله هو أن تساعده بغطاء يحميه من الشتاء القارص، الأمر لا يحتاج تكلفة باهظة ولا جهد أيضًا، في الشتاء تحديدًا ابحث عن كل فرد يسكن الشارع وامنحه غطاء، شارك أصدقاءك أو قم بعمل حملة على فيسبوك، واجمع أكبر عدد من الأغطية وقوم بتوزيعها على من يسكنون الشارع.

(12) أسعده بالهدايا

دائمًا ما نضع كل تركيزنا عند المساعدة على المال والطعام، كونهما من الحاجات الأساسية للإنسان، وهذا صحيح تمامًا، لكن تجاهل الحاجات الأخرى باستمرار شيء محبط، فهذا الشخص الذي تساعده له هوايات وأمنيات، وتميل نفسه نحو أشياء غير الطعام والملبس لا يقدر على توفيرها؛ لأنّها بالنسبة له حلم ورفاهية، فلماذا لا تحقق له هذا الحلم بجانب مساعدتك بالحاجات الأساسية؟ كأن تفاجئه بكتاب كهدية مثلًا، أو بعلبة من الشوكولاتة، صدقني الأمر ليس ترفيهي بقدر ما هو وسيلة تخبره بها بأنّه إنسان مثلك، وبأنّ له اهتمامات أخرى غير سد الجوع.

(13) ساعده بالمال

المساعدة بالمال من الطرق المعتادة لمساعدة المحتاجين، حاول أن تخصص مبلغ معين تتبرع به كل شهر أو كل يوم، ومن فترة إلى أخرى قم بجمع المال من معارفك وأصدقائك وقدم مبلغ كبير لمحتاج، أنت لا تستطيع توفيره بمفردك.

(14) اعتبره فردًا من عائلتك

حاول بقدر الإمكان أن تتواصل معه بشكل يومي، اعتبره فردًا من عائلتك ولا تسمح بأن يمر يوم دون الاطمئنان عليه ومساعدته، مساعدته ودعمه نفسيًا بالاطمئنان عليه، أو مساعدته ماديًا بأي فكرة من هذه الأفكار، المهم هنا أن تتواصل معه بشكل يومي وتهوّن عليه مصاعب الحياة.

(15) عالجه

إذا كنت طبيبًا خصص ولو يوم واحد كل أسبوع، أو ساعة واحدة كل يوم لعلاج المحتاجين بالشوارع، الشارع هو مصنع كافة الأمراض، تبرع بالقليل من وقتك في إنقاذ حياة إنسان، وخلصه من الآلام التي لا يجد لها خلاص.

والآن بأي فكرة ستبدأ؟ والأهم متى ستبدأ؟ لا داعي للتأجيل والمماطلة هنا… ابدأ الآن واستمتع بنعمة العطاء والحب والرحمة بالآخرين…

Related Articles

Responses

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *