خطوات بسيطة للخروج من قوقعة الروتين والنمط

النظريّة الفرنيّة – نسبةً إلى فرن – تقول بأنّ الإنسان من لحظة ولادته وحتى عمر الـ 18 أشبه ما يكون بعجين طري، يَعجنه من حوله بالطريقة التي يُريدون، وبالصفات والعادات التي يَنون أن يكبر عليها ويعمل بها.

تمرّ السنون سريعًا، وما كان بالأمس عجينًا صغيرًا يكبر ليُصبح راشدًا بالغًا لا يعبأ بأحد. وفي تلك اللحظات بالتحديد، اللحظات التي يكون فيها ذلك الراشد قد عبر خط نهاية الطفولة من خلال اجتياز عقبة الـ 18 عامًا، يُوضع عندها في الفرن! الفرن الذي سيجعل الصفات التي نُحتت في عجينه تتصلب وتُصبح عادات من الصعب أن يتم التخلي عنها!

ذلك العجين الصغير يوضع في أعلى درجات الحرارة ليتماسك ويقسو! ومن بعدها سيكون أي تغيير في الصفات ما هو عمليّة ضبط ولا تعديل، بقدر ما هو كسر للشخص بأكمله!

لأن عجينه الطري قد تصلّب، ولم يعد بالإمكان ثنيه لتعديله بل كسره فقط!

لكن ماذا لو كان هنالك خطأ ما! ماذا لو حَوت تلك العجينة على أشياء تبيّن فيما بعد أنها ضارة وغير ذات قيمة! كيف سيتم تدارك الأمر وتصحيح مسار ما فشِلَ مِن تربية منذ الصغر!

من هذا المنطلق، ومن المبدأ الطبي الذي يقول أنّ أهم وأفضل طريقة للعلاج هي الوقاية من الأساس، يبزغ لدينا مُقترح فعّال لأجل عجينة شبابيّة فتيّة ذات صفات حميدة سليمة، ولعلَ هذا المُقترح يتمثّل في استباق الأمور وكسب مرحلة العجين في بدايتها، لكي ينشأ ذلك الشاب وتلك الشابة على أفضل الصفات وأجودها.

لذلك، وقبل أن يتصلّب عجين الشباب الذين يقرأون هذا المقال والذين هم في معظمهم تحت الـ 18، يجب عليكم أن تركّزوا على الأفكار السبع القادمة، والتي من المهم أن تكون – في جزئيّة منها على أقل تقدير – ضمن صفات شخصيتكم الصلبة عند الكبر والنضوج، لا سيما في تلك اللحظات عندما تنظرون للخلف وترون أن القطار قد بدأ يُطلق بخاره راحلًا، وما كان مُمكنا بالأمس لم يعد مُتاحًا لكم اليوم أبدًا.

لكن القطار الآن لا يزال أمامكم، لذلك اصعدوا إليه واقرأوا هذه النصائح التي يجب أن تضعوها في إطار حساباتكم لأجل بناء الشخصيّة بأفضل الملامح والصفات والأفعال.

1/ عزيزتي، عزيزي: أجسامكم ثمّ أجسامكم!

قبل تصلّب عجيتكم الفتيّة، لا بد من اتباع قواعد صارمة في موضوع الصحة الجسديّة والنفسيّة أيضًا. لربما لن تعرفوا قيمة الأمر في الوقت الحالي بقدر ما ستدركونها في مرحلة مُتأخرة من العمر، عندما تكبرون وتشيخون وتبدأ سلسلة أمراض السكري، الضغط، البروستات… وغيرها بالظهور.

المبدأ المعروف يقول بأنّ: “العقل السليم في الجسم السليم” لذلك درّبوا أنفسكم على جعل العادات الصحيّة كأحد أهم ركائز نظام يومكم وأسبوعكم ومن ثمّ حياتكم بأكملها.

حتى بالنسبة للفتيات أيضًا، لا أعرف من الذي صرّح بأنّ الأنوثة تتعاكس مع الرياضة والحفاظ على جسد رياضي رشيق وكأنّها القطة! كونك أنثى لا يعني أنك تكونين رقيقة الملامح إلا أنك دَسِمة لا تستطيع القفز ولا الحركة ولا الركض بدافع الأنوثة!

نعم، الأنوثة شيء جميل ومُميّز للفتاة، لكن عندما تجتمع الأنوثة مع الرشاقة والخفّة في فتاة واحدة، لا شك أنها ستصبح ذات شخصيّة صحيّة بالمرتبة الأولى، وقويّة مُفعمة بالثقة من مرتبة ثانية أيضًا.

أما بالنسبة للشاب فالأمر مُختلف تمامًا، ولا سيما في حال وجود مستودع كامل من الأمثال الشعبيّة التي تُمجّد فيه كل الصفات القبيحة التي تحثه على الكسل والخمول وتنميّة ذلك التوّرم في مقدمة البطن الذي يمنحه العزّة الوقار بين أقرانه، والذي يُقال له كرش، والذي بدونه لن يسوى صاحبه قرش!

لا تصدقهم يا عزيزي، لأن لا أحد سيقول لك أن كرشك أغلى ما تملك عندما تكون في المستشفى تجري تلك العمليات التي تسبب بها كرشك اللعين! لذلك استأصله منذ البداية من خلال عدم تربيته من الأساس والاهتمام بالصحة الجسديّة.

في البداية، وقبل أن يتصلّب ما كان طريًّا، من أهم الأمور هو الحفاظ على روتين جسدي صحي، نظام بسيط لكنه صارم ويساعدك على اكمال مسيرة حياتك بطريقة خفيفة رشيقة، بعيدًا عن متلازمة الأمراض القميئة التي ذكرناها في البداية.

2/ أبي، أمي: أحبكم ولكن!

لا شك أنّ للعائلة – كما للعديد من الأشخاص الذين ستقابلونهم في حياتكم – دور كبير في التنشئة البيولوجيّة من جهة، والتنشئة الاجتماعيّة النفسيّة من جهة أخرى. لكن مما لا شك فيه أيضًا أن هذا الدور عند مرحلة ما يجب أن يتوقف عند حدّه!

يقول روائي روسيا صاحب ملحمة الحرب والسلام ليو تولستوي: “إن العائلة هي العقبة الأولى في سبيل تحقيق حريّة الفرد وأهدافه”. فإن تخلّص من سطوتها، سيُطلق العنان لنفسه ولطموحاته وسيبدأ في السير بمشوار حياته بقوّة وجرأة.

رغبة الأهل في ضبط الفرد دائمًا ما تكون عاطفيّة مُبالغ بها، وبصفتك شابة وشاب في بداية طريقهم يجب أن تتقبلوها، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن تلتزموا بها! ليسَ بالضرورة أن تُنفّذ وتخنع وتُصبح عبدًا.

في مقولة منسوبة لعلي بن أبي طالب يقول بها: “لا تربوا أولادكم على ما رُبيتم عليه، فقد خُلقوا لزمان غير زمانكم”. فكن أنت سيد زمانك وحاضرك، وليس سيد زمان أهلك الذين لا يلبثون إلا ويصرّون على تذكيرك بأمجادهم وبأيامهم التي من المستحيل أن تُعاد، أيام الرجال أصحاب الطرابيش، والنساء الخجولة، وعملة البلد التي كانت أغلى من الدولار… وغيرها.

للمرة الثانية، نعم للأب والأم والعائلة الناصحة دور مهم في التنشئة، لكن صدقني لا أحد يعرف حياتك غيرك، ولن يقودها غيرك، لأنه في لحظة ما سيتركك الجميع ويرحل، حتى أهلك سيتركونك ويرحلون وستبقى وحدك في معركة اعتدّت دومًا على أن تجعل أمك وأبيك في قيادتها.

اختصر الطريق من البداية، وتعلّم منهم كل النصائح والخبرات التي مروا بها، لكن حافظ على القيادة لك، حاول أن تكون أنت سيد حياتك، حتى لو أخطأت، فالإنسان لا يتعلّم إلا من اخطاءه الخاصة ولن يفهم إلا عندما يجرّب وحده ويتألم بنفسه.

تعلّم من تجربتك الخاصة، وليسَ من تجارب حصلت قبل 40 سنة! نعم، خذ الخبرة والنصائح، لكن لا ترضَ بأن يتم تجاوز ذلك.

3/ كُن أذنًا

تُعتبر مهنة الطب أحد أبرز المهن من ناحية المكانة الاجتماعيّة بين الناس، فالطبيب دائمًا منصب اجتماعي مرموق يَنظر إليه من حوله وينبهرون به، لكن لماذا يحدث شيء كهذا؟ ما الذي يفعله الطبيب لينال ذلك؟

الإنسان بطبيعته يميل للإنسان الآخر الذي يشعر بألمه، فما بالكم بالإنسان الذي يشعر بألمك ويصف لك دواءً لكي يشفيك منه! عندها لا تستغرب كثيرًا عندما ترى الناس ينظرون للطبيب بشيء من القداسة في الوسط المجتمعي الذي يعيشون فيه.

وكما نعلم جميعًا، لن يستخدم الطبيب المِسماع الطبي حتى يسمع نبضك في البداية، بل سيستخدم قبل ذلك أذنه لكي يسمع قصتك ولا سيما تلك التي يتخللها الكثير من الألم والمعاناة، ومن ثمّ يهزّ رأسه مُتفهّمًا، ويصف لك الدواء للداء الذي اُبتليت به.

لذلك كُن أنت طبيبًا – بدون شهادة – واستمع للناس وحاول أن تكون أذنًا، لربما قد تختلف معهم في بعض الأحيان، لكن الفائدة العائدة إليك من ذلك ستكون كبيرة في معظمها، فإن لم تكن فائدة ايجابيّة فإنها لن تكون سلبيّة، لا سيما في حال تعرّفك على أصناف مُختلفة من البشر!

يقول ابن خلدون: “قمة التهذيب أن تستمع لشخص يتكلّم في مجال أنت تعلمه أكثر منه”. تخيّل أن يحدّثك أحدهم في مجال الرواية والكتابة دون أن يعلم أنك أنت أحد أهم كتّاب العالم ربما! ومع هذا تسمع وتنصت ولا تُقاطع!

صحيح أن الأمر قد يكون مُتعبًا في بعض الأحيان، لا سيما في حال الاستماع لقصص العجائز التي تكاد تُصيبك بنزيف في المخ لشدّة سماجتها، إلا أنها كتدريب للتحمل مُفيد ولا بد منه.

كُن طبيبًا بدون شهادة واستمع للجميع، وتعلّم أن تكون أذنًا قبل أن تكون لسانًا!

4/ تبًا للسياسة، هي ليست مجالك

الفرق بين المجتمع العربي والمجتمع الغربي – مع التحفظ على كلمة غربي لأن لكل دولة سياسة مُعيّنة خاصة بها – هو باختصار وبكلمة واحدة السياسة!

السياسة هناك لها رجالها الذين يُسمّون رجال السياسة، والناس العاديين يمتلكون آراء سياسيّة غالبًا ما يُدلون بها فقط وقت الانتخابات، أما لدينا في المجتمع العربي الأمر مُختلف.

فطفل العشر سنوات هنا هو رجل سياسة مُحنّك! ومُحلل سياسي لئيم لا يُشق له غبار! تراه يتكلم في خفايا وأسرار فُلان، وفي المجزرة الرهيبة التي قام بها فُلان آخر، ويعرف من المسؤولين عن كل شيء وكأنّه الذي امتلك جميع الحقائق في كفّه الصغير الذي لم يكتمل نموّه بعد!

لا أعلم كيف حصل هذا، لكن ما يجب معرفته هو أن السياسة مجال حقير قائم على المصالح يُوظّف فيه بعض الأشخاص الذين يمتهنون الكذب والخداع والتمثيل، نعم فلتملك رأيًا خاصًا بك، لكن ليس هناك داعٍ لأن تكون رجل سياسي مُخضرم صاحب نظريّة وفكر وتحليل!

السياسية عالم ضار، صدقني هي ليست مجالك، ابتعد عنها.

5/ تيد، تيد، وتيد!

لو عاش الرحالة الشهير ابن بطوطة في عصرنا الحالي، لقرر الغاء رحلته المعروفة التي استمرت لقرابة 22 عام، ولاستبدلها بجلوس مُطوّل أمام شاشة ما في منزله، بدلًا من ركوب الجمل والسفر المُرهق مُجتازًا به الأرض بما عليها.

والسبب في هذا الإلغاء يكمن في أنّ العلم والمعرفة الآن أصبحت في متناول الجميع، ومن السهل جدًّا الوصول إليها والنهل منها. فلا أحد بحاجة للسفر بعد الآن، أو بمعنى آخر السفر أصبح أسهل بكثير من ذي قبل، يكفي أن تملك شاشة وسلك يُوصلك لشبكة الإنترنت وتبدأ بعدها برؤية ما تُريد وترغب!

ومن أبرز وسائل كسب المعلومات والخبرات الحياتيّة والتجارب المُركّزة التي حدثت مع أشخاص حول العالم، فيديوهات تيد التي تقدّم لك مُحتوى مرئي لتجارب أناس خبروا أشياء عظيمة وقرروا أن يحكوها أمام العَلن.

ضع في عجينتك غير المتصلبة الآن فيديوهات تيد، لا تقبل بمرور يوم أو يومين أو أسبوع دون أن تشاهد ولو فيديو واحد، مهم جدًا أن تعرف تجارب الآخرين وتُستفيد منها! مُهم جدًا أن تتعلم من عثرات الآخرين، ولا تجعل نفسك عبرة لكي يتعلم الآخرون من عثراتك!

لو كان ابن بطوطة في هذا العصر لأنجز رحلته بأقل تكاليف مُمكنة، المعرفة سهلة ومُتاحة ومجانيّة، ما تحتاجه هو العزم فقط، فاعزم على أن تكون تيد ضمن مُخططك القادم.

6/ لتشرق كالشمس، فلتحترق مثلها

مُعظمنا يريد النجاح كفكرة فقط. وعندما نعلم مقدار الجهد الواجب بذله للوصول إلى النجاح الذي رسمته في مخيلتك، تتراجع فورًا بدافع غريزة الكسل الموجودة لدى الجميع، وتُحافظ فقط على فكرة النجاح المجرّدة بدون محاولة التطرّق أبدًا إلى الجهد والتضحيّات الواجب بذلها في سبيلها.

لكن في هذه المرحلة، وإن كنت ترى في نفسك مؤهلات وعلامات تدل على وجود شيء مهم لديك وَجَب خروجه للعلن، لا تتردد في أن تُصبح شمسًا، لا تتردد في أن تعمل على صعود نجمك في المجال الذي ترى قدراتك قد تبلّورت فيه، لا بأس في أن تحرق نفسك في الجهد إن أردت أن تبدأ بمسيرة إشراقك الشخصيّة.

لِتضع التخيّل التالي في ذهنك دائمًا، إن الطريق الذي سيقودك لما تريد ولا سيما إن كانت نهايته الإشراق الذي تحدثنا عنه، ليس طريق وحيد بك فقط، بل طريق ضيّق أيضًا! لا يتسع لأن يكون معك فيه أصدقاء وأقارب! بل العكس تمامًا، هم سيشكلون غالبًا عبئًا ثقيلًا عليك!

لذلك ستجد أنه في لحظة ما يجب أن تتخلى عمن حولك لتظفر بنفسك! هذا إن أردت الوصول إلى النهاية، أما لو كانت عزيمتك خاوية، فبإمكانك التراجع واختيار أي طريق مُزدحم يعبره الكثيرون ولا يؤدي إلا لما وصل إليه الملايين من قبلك!

إن كان النجاح ضمن عجينتك الطريّة فحاول ألا تكتفي به كفكرة فقط، بل اجعلها قيد العمل، واستعد لأن تتنازل وتُضحي، فالشمس لا تشرق لأنها تتسكع مع أصدقائها، بل لأنها تحترق جُهدًا!

7/ خطوة تكتبها أنت

مهما كانت عجينتك سواءً كنت شابًا أم شابة، فإن الفقاعات حتمًا ستندخل فيها وستتشكل الفجوات التي لن تملأها الخطوات والأفكار التي تُفرض عليكم من قبل أحد، بل تلك التي تختلقونها أنتم بعد جلسة مطوّلة تفكّرون بها فيما تريدون وفيما ترغبون وعلى ماذا تُعيّنون أبصاركم.

لذلك هذه هي الخطوة السابعة، خطوة غير موجودة ولن أكتبها أنا، لأنها خطوة ستكتبها أنت وستكتبينها أنتِ! لن أقول أي شيء، هذه الخطوة خاصة بكم فأنتم أعلم بها، إن أردتم أن تُشاركوها مع الناس فعندها سيكتمل هذا المقال ليصبح سبع خطوات وهو الرقم الذهبي الذي يُصرّ الجميع على اختياره كعنوان.

وإن احتفظتم بها لأنفسكم فالأمر يعود إليكم، يبقى الشيء هو أن هذه الخطوة هي لك، تكتبها أنت، وتنفذها أنت، وتحصد نتائجها أنت، فلا تتردد بأن تبحث عنها وتجدها وإن أردت أن تعرّف الناس عليها فلا بأس بذلك أيضًا.


الآن، وبعد هذه الأفكار البسيطة في نَصّها إلا أنك عندما تتقدّم في العمر ستدرك مدى قيمتها، أضمن لك عجينة سليمة وقويّة وستصمد كثيرًا إذا ما واجهتها بعض المشاكل خلال مُعترك الحياة، لربما التعديل الطفيف بعد تصلّبها سيكون أمرًا عاديًا، ويبقى أسهل من الكسر الذي يحدث في حال وجود عجينة خاطئة تمامًا.

إن أردت أن تشيب على شيء، فاشُبّ عليه. ولعلَ الأفكار السابقة جاءت لكي تُساعدك وتُقدم لك لمحات بسيطة وأضواء في ذلك الطريق الذي ستعبره في مرحلتك القادمة، فخذها واعمل بها، فالقطار ما زال موجودًا، وهناك مُتسع من الوقت، والحكيم من البشر هو ذلك الذي يُفكّر قبل أن يفكر الآخرون ويفعل قبل أن يفعل الآخرون أيضًا.

فاستبق عصرك وكُن حكيمًا، ولعلَ في مقولة أنطون تشيكوف خير خاتمة لهذا المقال: “الشمس لن تُشرق في اليوم مرتين، واليوم الذي ذهب يَستحيل أن يعود، حياتك مرة واحدة ولن تتكرر، حاول أن تنقذ ما تبقى منها”.

مرة واحدة ولن تتكرر، فحاول أن تنقذ ما تبقى منها!

Related Articles

Responses

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *