هل نحن مجتمع متشتت ؟؟

نحن نرى الكون كما نحن لا كما هو.! أما المفكر ؛ فيرى الكون كما هو.

أتحدث هنا؛ عن الطير الذي خرج من عشه فجأة.! واصطدم بطبيعة الحياة، فصار بلا أب وأم، خرج فجأة وصار يحلق بين السماء والأرض ونجا مرات ومرات من الموت ،ثم يلتجئ إلى الأودية بحثًا عن حياة يعيشها فإذا الوحوش في الأودية حشرت، يهاجر إلى قمم الجبال ظنًا منه بأنها مأوى لا يناله باطر ولا كابر ولكن هيهات للرياح هيهات، وجعل يمغمغ في عشاش الآخرين ليتهم يضيفونه أو يأوونه يوما أو بعض يوم.

أسفًا على طير كسيح جعلوه أصحاب المناصب كسيحا وفي الأصل أنه طائر حر كأي انسان يولد حرا ساطعا أينما رحل وارتحل، فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وفي المقابل جعلوه عبدًا ذليلًا كسيرًا حسبه الله على من عاون وتعاون في سلب حريته، سواء بصورة ظاهرة أو مزيفة.

أعني بالأب (الوطن) والأم (اللغة) والطير هو (أنا وأنت) ولا أنسى فضل من استضافوا آباءنا وأجدادنا؛ وباختصار وضع الموس على المفصل ليس بالأمر السهل ،أتظنون أنه يجد راحة ولو جاد أصحاب المناصب بخُيّرات؟

أتساءل دوما من أنا؟!
وأرجوا من القارئ الكريم ان يسأل نفسه هذا السؤال (من أنا)؟!

وأدرك تمامًا جل الروهنجيون يتساءلون مثلي هذا السؤال بإختلاف شجونه.
ربما بعضهم يجيبون أنفسهم بـ أنا هو أنا، ويجيبه الآخرون بكل برودة أنت هو أنت.
ولكن لا أريد من سؤالي هذا الجواب بسطحيته وبساطته.
أعني من سؤالي (من أنا؟) تحديد أصلي، وفصلي، وأرضي، انتمائي، رؤسائي ،قدوتي وهلم جرا…

شعب بلا وطن فهذا معقول نوعا ما؛ لأنهم حرموا من الوطنية منذ القِدم؛ فمهما كان السبب لا يهمنا هنا بعينه، أما الذي لا يعقل ولا يحتمل أن شعبا بلا لغة.! بلا قادة، شعبٌ بلا مفكرون ،ولا مهندسون ،ولا أطباء ،ولا ساسة.
أفي الكون طائر بلا أب وأم ؟

كتبه حسن محمد كريم – مكة المكرمة
1439.03.26هـ

يلتزم المجلس الدولي للتدريب والإبداع بحماية حقوق المؤلفين ،كما نلتزم بحفظ حقوق الناشر الرئيسي لهذا المقال.

Related Articles

Responses

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *