المسؤولية المجتمعية

‬‬ تعد المسؤولية المجتمعية ضرورة إنسانية ملحة، وواجبا أخلاقيا ومبدأ وطنيا أصيلًا، ولم تعد المسؤولية المجتمعية في هذا العصر الذي نعيشه خيارا للأفراد والمؤسسات المختلفة؛ ولكنها أصبحت أمرا حتميا للبقاء والاستمرار.
وانطلاقا من هذا المبدأ فقد أدركت المرأة القطرية ماهيتها مبكرا، وأيقنت أنها نصف المجتمع وشريكة الرجل في بناء المجتمع والوطن، ولذا فقد حرصت على إثبات جدارتها وأن تسطر بحروف من ذهب تاريخا مشرفا للأجيال القادمة،
فقد وجدناها تتبوأ مناصب عليا في التعليم سواء الجامعي أو قبل الجامعي، كما واصلت عملها في المجال الصحي الذي تبوأت به مناصب عليا دللت على نجاحاتها في التطوير والعمل حيث تقلدت المرأة مناصب مهمة كوزيرة وكمديرة لكبرى المؤسسات والشركات وغيرها.
ولم يخل مجال القانون من عمل المرأة القطرية فقد ترأست عدة أقسام في وزارة العدل، وشمل دور المرأة القطرية العمل الدبلوماسي الذي تبوأت به المناصب العليا المختلفة، وتتوالى الإنجازات التي تقوم بها المرأة القطرية على مر العصور.
وقد برزت المرأة القطرية أيضا في القطاعات المالية والاستثمارية، وتكونت رابطة سيدات الأعمال القطريات. ولم تقتصر مشاركة المرأة على ذلك الدور وحسب بل امتد للعمل في البنوك مستندة على مؤهلاتها العلمية العليا التي استحقتها بجدارة، ووصلت بها إلى مناصب رئاسية محققة الكثير من النجاحات والتميز المالي الإداري في العمل.
وكذلك كان للمرأة في قطاع السياحة الإسهام الكبير حيث شاركت في الفعاليات السياحية التي تنظمها الدولة وهيئة متاحف قطر وكتارا للضيافة، كذلك أبدعت المرأة القطرية في مجال الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وفي مجال الديكور المسرحي، وخاضت المرأة مجال الإعلام منذ بدايته، واستمرت به إلى أن شغلت المناصب الكبرى في مجال الإعلام المرئي والمسموع. كما ساهمت المرأة القطرية بدور مهم في المؤسسات الخيرية وذلك بتقديم المساعدات والإعانات داخل المجتمع وخارجه وإعداد البحوث الميدانية عن الأسر المتعففة.
لقد قطعت المرأة القطرية أشواطا كبيرة، وحققت إنجازات ضخمة في العقدين الماضيين، وتشير الأرقام والإحصائيات بوضوح إلى تضاعف أعداد الخريجات بشكل عام، وخصوصا الحاصلات على شهادات عليا. ولقد أصبحنا نشهد في دولة قطر المرأة الوزيرة والسفيرة، والمرأة الصحفية والطبيبة، والمرأة المهندسة وغيرهن.
وعلى الرغم من كل إنجازات ونجاحات المرأة القطرية نجدها كانت وما زالت تلتزم بهويتها الوطنية، وهي تحافظ على ذلك من خلال التزامها بمبادئها وقيمها العربية والإسلامية الأصيلة.
وتأكيدًا لدور المرأة القطرية المهم والبارز في مختلف الأصعدة، نجد الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع دولة قطر والذي تترأسه حاليا السيدة الفاضلة/ اليازي الكواري، والذي يعمل جاهدا على تأكيد دور المرأة العربية بصفة عامة والمرأة القطرية بصفة خاصة، ويسعى لتعزيز دورها وفقا لمبدأ المسؤولية المجتمعية بما يساهم في النهاية في تطوير المجتمع وترسيخ إنجازاته وفقا لرؤية دولة قطر 2030، وهذا ويهدف الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة ضمن ما يهدف إليه إلى:
1-تعزيز التعاون العربي لتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا.
2-تفعيل الدور العلمي والبحثي والفني والثقافي والاقتصادي والتنموي للمرأة المتخصصة.
3-زيادة مشاركة المرأة المتخصصة في الأجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية والهيئات المستقلة والقطاع الخاص.
4-السعي إلى تحقيق التوازن بين الجنسين في الإصلاحات والسياسات الاقتصادية.
5-تعزيز فرص الريادة النسائية في القطاعين العام والخاص وتعزيز الشراكة بينهما ورفع القدرات التنافسية والخبرات الإنتاجية والاقتصادية والتنموية.
6-توعية كافة شرائح المجتمع بأهمية ثقافة تعليم البنات والتثقيف الصحي.
7-زيادة فرص استيعاب المرأة في مجالات التعليم الأكاديمي والعلمي والتقني والفني والبحثي. الارتقاء بالمرأة المتخصصة وذلك بمعرفتها لحقوقها وواجباتها المدنية.
وفي الختام أقول: إن المسؤولية المجتمعية ليست حكرا على أحد ، ولكنها منوطة بنا جميعا ، وعلينا جميعا أن نربي أبناءنا التربية السليمة ، وأن نعزز في نفوسهم منذ الصغر مبادئ المجتمع وقيمه وأن نغرس فيهم قيم الانتماء والولاء وخدمة المجتمع والمثل الأخلاقية الراقية بما يساهم في النهاية في تخريج جيل فاهم واع مسؤول ، جيل قادر على تطوير المجتمع ودعمه وتنميته والمحافظة على رخائه واستقراره ، وأخيرا علينا جميعا أن نعرف أنه بقدر مسؤوليتنا المجتمعية تكون بصمتنا الحقيقة في الحياة ، وإن لم يكن الشخص مسؤولا فلن يجد من ينوب عنه…!

يلتزم المجلس الدولي للتدريب والابداع بحماية حقوق المؤلفين ،كما نلتزم بحفظ حقوق الناشر الرئيسي لهذا المقال .

Related Articles

Responses

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *